علاج حروق الوجه من كريمات التقشير هو أمر لا يجب التهاون في أهميته وضرورته لإصلاح البشرة التي عانت من التقشير غير الصحي، فبقدر ما يعتبر التقشير خطوة أساسية ورئيسية في روتين العناية بالبشرة إلا أنه في بعض الأحيان يمكن أن يأتي التقشير بنتائج كارثية وسلبية تدمر البشرة وتسبب تلفا عميقا في الخلايا، الذي يكون في الغالب ناجما عن حصول حروق جسيمة. في هذا المقال سنتعرف علي كيفية علاج هذه الحروق وبعض النصائح الهامة عن التقشير.
Table of Contents
ما الذي يحدث فعليًا: عندما تجرح الأحماض الطبقة الحامية للبشرة
كريمات التقشير غالبًا ما تحتوي على أحماض مثل AHA وBHA، وهي مواد تعمل على إزالة الخلايا الميتة وتحفيز تجدد البشرة.لكن استخدامها بطريقة خاطئة، أو على بشرة غير مهيّأة، يمكن أن يدمّر الطبقة السطحية التي تحمي الوجه من الجفاف والبكتيريا.
الحرق هنا ليس حريقًا فعليًا، بل التهاب حاد في الجلد، يبدأ بالاحمرار ويزداد حدة مع الوقت.وفي الحالات الشديدة، تظهر تشققات، قشور، وقد يتطور الأمر إلى تصبغات يصعب علاجها لاحقًا.
أول رد فعل: لا تغسلي وجهك بالماء البارد فقط
حين تشعرين بالحرارة على بشرتك بعد التقشير، أول ما تفكرين به هو الماء البارد.صحيح أن تبريد البشرة يخفف من الانزعاج، لكن المشكلة الحقيقية تحتاج أكثر من الماء.
البشرة هنا فقدت توازنها، ودخلت في حالة “استغاثة”، وما تحتاجه هو التهدئة اللطيفة والدعم العميق، وليس فقط تقليل درجة حرارتها.
ما يجب فعله خلال أول 24 ساعة
إذا أصبتِ بحروق بسبب كريم التقشير، فإن أول يوم هو الأهم.ما تفعلينه خلال الساعات الأولى قد يحدد إن كانت بشرتك ستتعافى بسلاسة، أو تدخل في موجة طويلة من التصبغات والندوب.
إليك أهم ما يجب فعله فورًا:
- إيقاف أي منتج نشط تمامًا: لا ريتينول، لا أحماض، لا مقشرات، لا زيوت.
- استخدام كمادات شاي أخضر بارد أو ماء ورد طبيعي: تهدئ الالتهاب دون أن تجفف الجلد.
- ترطيب فوري بمركبات مهدئة: مثل كريمات تحتوي على بانثينول، أو سيراميد.
- عدم لمس البشرة أو تقشيرها يدويًا: مهما شعرتِ بالحكة أو الانزعاج، اللمس يزيد الوضع سوءًا.
- الابتعاد عن الشمس تمامًا: حتى من خلف الزجاج، فالبشرة المحروقة حساسة لأشعة الضوء.
مرحلة التعافي: كيف تساعدين بشرتك على إعادة بناء نفسها؟
بعد مرور اليوم الأول، تبدأ البشرة في الدخول في مرحلة الترميم. هذه الفترة حسّاسة، وتتطلب التعامل معها بلطف ووعي.الجلد في هذه المرحلة يُعيد ترميم حاجزه الواقي، ويبدأ في التخلص من الخلايا التالفة، لذلك من الطبيعي أن تلاحظي بعض القشور أو البقع الداكنة المؤقتة.ما يجب أن تركزي عليه هنا ليس “إزالة الحرق”، بل دعم الجلد ليتعافى بنفسه بأقل تدخل ممكن.
وذلك يتطلّب روتينًا محددًا:
- غسول لطيف جدًا خالٍ من العطور: لا ترغبين في أي مهيجات إضافية.
- مرطب غني بمكونات علاجية مثل النياسيناميد أو الألوفيرا: لتقوية الجلد دون إرهاقه.
- استخدام كريمات ترميم البشرة: ويفضّل أن تكون طبية وتحت إشراف مختص.
- الامتناع التام عن أي تقشير جديد لمدة أسبوعين على الأقل.
متى تستخدم كريمات التصبغات بعد الحرق؟
ليس كل تصبغ ناتج عن الحرق يجب علاجه مباشرة.أحيانًا، تختفي البقع بمجرد أن تهدأ البشرة وتستقر. لكن إن بقيت بعد أسبوعين أو أكثر، يمكن البدء تدريجيًا باستخدام كريمات خفيفة لتوحيد اللون.
هنا فقط، يمكنك استشارة مختص لاختيار منتج مناسب يحتوي مثلاً على:
- أربوتين
- حمض الكوجيك
- فيتامين C بنسبة منخفضة
لكن احذري: العودة السريعة لكريمات التقشير أو التفتيح قد تُعيد الحرق من جديد. لا تكرري الخطأ بحثًا عن نتائج أسرع.
المنتجات الطبيعية: هل يمكن الاعتماد عليها وحدها؟
رغم أن بعض المكونات الطبيعية مثل العسل أو الألوفيرا قد تخفف من حدة الالتهاب، إلا أن الاعتماد عليها وحدها قد لا يكون كافيًا، خصوصًا في الحالات المتوسطة إلى الشديدة.
يمكن استخدامها كجزء داعم في الروتين، لكن يجب أن تكون:
- نقية وغير معالجة كيميائيًا
- مختبرة على جزء صغير من البشرة أولًا
- بعيدة تمامًا عن أي زيوت قوية أو مواد حارّة (مثل القرفة أو الليمون)
حروق الوجه من كريمات التقشير
كريمات التقشير هي عبارة عن كريمات يتم استخدامها من قبل محبي الاعتناء بالبشرة بهدف تقشير الطبقات العلوية من الجلد لتحل مكانها طبقة أكثر نعومة ورقة. تعمل كريمات التقشير على إزالة كل الخلايا التالفة والجلد الميت اللذين لا يمكن إزالتهما عبر تنظيف الوجه بشكل عادي، بل يجب استخدام نمط معين من التقشير بهدف تنظيف المسام بشكل عميق، والسماح بنمو خلايا جلدية جديدة وتدفق الدم عبر الأوردة وتنشيط إفراز الكولاجين المسؤول عن منح الجلد النضارة والإشراق.
خبراء الجلد ينصحون في علاج حروق الوجه من كريمات التقشير بأن تكون كريمات التقشير تحتوي على أحماض الفاكهة، مادة اليوريا، حمض اللبن،وهذا النوع من كريمات التقشير هو الأكثر تسببا بحروق قد تدوم لأيام ومنها ما يدوم لأسابيع حسب طبيعة كل بشرة. الحروق الناجمة عن استعمال كريمات التقشير تتشابه في شكلها إلى حد كبير مع الحروق الناجمة عن التعرض لأشعة الشمس، وتسبب تهيجا شديدا، واحمرارا، وشعورا بالحكة والحرق، لذا ينصح أطباء الجلد بضرورة انتقاد أنواع من كريمات التقشير التي تحتوي على مواد ترطيب مثل الجليسيرين والسراميد. تصاب بشرة الوجه لدى شخص ما بالحروق بعد كريمات التقشير للأسباب التالية:
- تناوله أحد أنواع الأدوية في نفس الفترة التي يحدث فيها التقشير وبالتحديد الأدوية التي توصف لعلاج حب الشباب، وبذلك يتضاعف جفاف الجلد وتقشره.
- التعرض المباشر والطويل لأشعة الشمس بعد أو أثناء وضع كريمات التقشير.
- الإصابة بمرض جلدي معين مثل حب الشباب، أو الصدفية.
- أن تكون البشرة من النوع الحساس لذا من الأفضل اختبار كريم التقشير على اليد قبل استعماله على الوجه.
- رقة الجلد ونعومته.
اقرأ أيضاً: كريم تقشير الوجه سكينورين
علاج حروق الوجه من كريمات التقشير
في الواقع هناك العديد من العلاجات الطبيعية والمنزلية التي يمكن أن تكون ذات أثر إيجابي ملموس ومباشر في علاج حروق الوجه من كريمات التقشير، إليكم أهمها:
جل الألوفيرا أو جل الصبار
تعتبر نبتة الصبار رائدة في مجال معالجة الحروق بمختلف أنواعها، وهي الخيار الأول والأفضل لعلاج حروق الوجه من كريمات التقشير. يعمل جل الصبار على تحييد الجذور الحرة وتزويد الجلد بمضادات الأكسدة نظرا لاحتوائه علي فيتامينات، A, C, E مما يساعد على تقليل بقعة التلف التي تسببت بها كريمات التقشير. كذلك فإن غنى جل الصبار بحمض الساليسيليك يحمي من تعرض الجلد للبكتيريا والالتهابات.
مما يحد من تهيج الجلد أو تعرضه للعدوى. النقطة الأكثر إيجابية هو أن جل الصبار يحتوي على نسبة ترطيب عالية مما يساعد على تبريد الجلد وتهدئته وتخفيف الشعور بالحرقة ومنع حدوث جفاف وتسريع عملية ترميم الخلايا وتكون طبقة جديدة ناعمة وذلك لوجود مادة السكاريد المخاطية والأحماض الأمينية. يحفز جل الصبار إنتاج الكولاجين مما يعني مرونة في الجلد ويمنع حدوث بقع داكنة أو ندوب في الأماكن التي تركزت فيها الحروق.
العسل
العسل من أقدم الوصفات الملكية التي أثبتت نجاحا وفعالية في علاج مختلف أنواع الحروق ومنها علاج حروق الوجه من كريمات التقشير. يقلص العسل من مدة شفاء الحروق بصورة مبهرة وذلك لأنه يعيد ربط أنسجة الجلد وترميمها لأنه يحفز إنتاج كريات الدم البيضاء التي تنشأ خلايا جلد سليمة بصورة قياسية. يقلل العسل من فرص حدوث التهاب كما يحارب الفطريات والبكتيريا التي قد تهاجم الجلد المحروق وتتسبب بحدوث تقرحات وذلك لأنه يقلل من درجة الحموضة في الحروق ويمنع تحولها إلى اللون الداكن أو ترك أثر وذلك بفضل وجود مضادات الأكسدة. السكريات الموجودة في العسل تصيب بعض أنواع البكتيريا بالجفاف. العسل يمنع تصلب مكان الحروق في الوجه لاسيما لو تمت إضافة بضع قطرات من الغليسيرين له.
اقرأ أيضاً: كريمات تقشير الوجه
كيفية معالجة حروق الوجه من كريمات التقشير باستخدام العسل والألوفيرا
علاج حروق الوجه من كريمات التقشير، حيث يمكن عمل ضمادات توضع فوق مكان الحروق بالتحديد ويتم لفها بشاش طبي(Gauze) وتعقيمها قبلا وتركها إلى أن يمتص الجلد المادة الموضوعة بالكامل، بعدها يتم غسل الوجه بلطف بالماء الفاتر ويجب الابتعاد كليا عن استخدام مواد قلوية مثل الصابون وغيره، بعد تجفيف الجلد برقة، يمكن تمرير مكعب من الثلج بشكل سريع وبلطف فوق الحروق، وذلك لتبريدها وتهدئتها.
إن علاج حروق الوجه من كريمات التقشير، يمكن أن يتم بسلاسة في حال اتباع نصائح الطبيب، واستخدام الغسل والألوفيرا جنباً إلى جنب مع كريمات الترميم والترطيب التي يصفها الطبيب. يجب أيضاً الحرص على تجنب وضع مستحضرات التجميل طوال فترة العلاج، مع الانتباه مستقبلا لعدم تكرار هذا الخطأ وحماية الوجه من الاحتراق بكريمات التقشير.
