بخور الطاقة الإيجابية، هذا العنوان قد يتصدر بحث الكثيرين في الوطن العربي، خاصة لكوننا شعوبا عاشقة للبخور ورائحته بمختلف أنواعه وأصنافه، لا سيما وأننا توارثنا حب وثقافة إشعال البخور في أوقات ومناسبات معينة ومحددة مثل يوم الجمعة، الأعياد، بل وحتى في التجمعات العائلية، فبات إشعال البخور طقسا محببا، وذلك لأنه معزز للطاقة الإيجابية على نحو خاص، وهذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
ما هي فوائد بخور الطاقة الإيجابية؟
في الواقع لا يقتصر إشعال البخور على عصرنا الحديث، بل إنه تقليد موغل في القدم، وهذا لا ينطبق على الوطن العربي وحده، بل إن بخور الطاقة الإيجابية كان مكونا رئيسيا حاضرا في مجالس كل الأباطرة والملوك عبر التاريخ، فمن الحضارة الفرعونية، والحضارات اليونانية، وصولا إلى الإمبراطوريات الآسيوية الصينية واليابانية، وانتهاء بالممالك العربية والمجالس الشرقية الأصيلة، شكل البخور جزءا رئيسيا من هوية وثقافة كل حضارة عبر التاريخ، وإن اختلفت مكوناته والأعشاب النباتية المستخدمة، ولكن ظل إشعال البخور طقسا مقدسا يستخدم لتعزيز الروح الإيجابية وذلك بفعل فوائده التالية:
- بخور الطاقة الإيجابية، ينقي البخور الجو من الروائح الكريهة، ويطرد الحشرات، ويساهم في تعطير المكان بعبق نظيف ونقي يذكر بجمال الطبيعة وصفاءها. يساهم إشعال البخور في تهدئة الأعصاب، ومنح الدماغ فرصة للاسترخاء والاستسلام إلى الهدوء، بعيدا عن ضغوط الحياة، لذا يكثر إشعاله في البيوت العربية يوم الجمعة على وجه خاص، وذلك للتذكير بضرورة أخذ استراحة وإراحة الذهن والأعصاب بعد أسبوع مليء بالتعب.
- كل الديانات، الثقافات والحضارات، أجمعت على أن إشعال البخور يطرد الطاقة السلبية، فهو كما ذكرنا ينقي الأجواء من كل ما يسبب تعكر المزاج، ويطهر البيت من الذبذبات المشحونة بالتوتر والعصبية، ويعزز الشعور بالسكينة والراحة، لذا يكثر استخدامه في المساجد والكنائس، وفي معظم الاحتفالات الدينية، والأعياد والقداديس، حيث يجمع البشر في كل مكان على أن البخور يعزز روح الصفاء والنقاء.
- إن الأجواء المشحونة بالقلق، وطبيعة الحياة التي تستنفذ طاقة المرء، يسببان تشكلا لهالة سامة حول الإنسان، مما يعني مزاجا متقلبا وضجرا واكتئابا، وهنا يأتي دور البخور في تفتيت هذه الهالة السامة، التي تعيق استقبال الجسد للطاقات الحيوية التي يبعثها لنا الكون، وبالتالي يساهم إشعال البخور في تدمير الهالة السامة، ورفع مستوى نشاط وحيوية العقل والجسد والروح، مما يخفف بالضرورة من شعور الشخص بالصداع، القلق، والاكتئاب والآلام غير المبررة، والشعور الدائم بالإرهاق والتوتر.
اقرأ أيضاً: طريقة عمل بخور الهيل
أنواع بخور الطاقة الإيجابية
قد يتسائل العديد من الناس عن أفضل أنواع بخور الطاقة الإيجابية التي تعزز الشعور بالراحة والاسترخاء، وتحقق الغاية المطلوبة من إشعال البخور، إلا أنه يمكننا القول بأن الأمر يرجع إلى حسب الرائحة التي يفضلها كل شخص، ومدى تقبله لها أو حساسيته منها، إلا أنه في العموم توجد أعشاب معينة، أثبتت علوم الطاقة بأنها صديقة حميمة للطاقة الإيجابية ولذا يكثر إشعالها في الأماكن المقدسة، كما أن رائحتها الزكية وعبقها العشبي الأخضر، يذكران بسلام الطبيعة ونقاءها، ومدى اتحادها مع الطاقات الإيجابية للكون، من أهم هذه الأعشاب:
بخور إكليل الجبل
إكليل الجبل، هو واحد من أزكى النباتات العشبية رائحة وبالتلي فهو أفضل نوع من بخور الطاقة الإيجابية، وأكثرها نفاذا ونقاء، استخدم إكليل الجبل في كثير من العلاجات وعرف عنه التصاقه بالأراضي الخضراء وبالجبال العالية تحديدا، لذا فهو من رحم الطبيعة الصافية، وهو معزز للاسترخاء، يقضي على التوتر، يشحن الجو بالنقاء، وصديق مثالي لجلسات التأمل، ويكفي إشعال بضعة أعواد منه لجعل المكان يشع بطاقة طبيعية حيوية.
بخور بالو سانتو
يؤخذ هذا البخور ذو الرائحة المفعمة بالطاقة من أشجار بالو سانتو، وقد عرف عنه تسميته ببخور الخشب المقدس، فهو يبعث رائحة خشبية فاخرة، تدغدغ أعمق نقاط الدماغ، وتحفزه على الاستسلام لموجات من الهدوء والصفاء، يناسب هذا البخور على وجه خاص، محبي الروائح الخشبية العميقة، كما أنه يعزز طاقة المنزل بشكل ممتاز، ويطرد كل ما يسبب كراهية أو تعكرا سواء في الرائحة أو المزاج، حيث يمكن ملاحظة كونه جزءا رئيسيا من طقوس اليوجا.
اقرأ أيضاً: بخور بيور دوسري
بخور الميرمية
إن الميرمية اشتهرت لكونها منكها عشبيا مميزا لأطعمة ومشروبات متعددة، تحديدا في بلاد الشام، وذلك لأن طعمها ورائحتها يتسمان بنضارة عشبية ملفتة، فإشعال بضعة أوراق من الميرمية يبعث في الجو عبقا أخضر نقيا يعزز المزاج الرائق، ويهدئ الأعصاب، كما أن الميرمية طارد ممتاز للميكروبات والحشرات، وقد ثبت طبيا بأن استنشاقها يدعم صحة الجهاز التنفسي ويريح الصدر.
بخور القرفة
يعرف عن القرفة(Cinnamon) أن لها رائحة مبهجة ونكهة محببة بشكل واضح، لذا تكثر إضافتها للحلويات والمشروبات الساخنة، وهذا بالضبط ما يسببه إشعال بضعة أعواد من القرفة، فهي تحسن من طاقة المرء، وتعزز هالته الإيجابية، وتبهجه، وتساعد في الحصول على نوم هادئ، وتحارب القلق والاكتئاب، كما أن رائحتها القوية تقضي على أي روائح كريهة، وتنقي الهواء من كل الشوائب.
من المهم تواجد بخور الطاقة الإيجابية في كل منزل، وأثناء كل جلسة تأملية، فإشعال البخور طقس يعزز الروحانية ويطهر الجسم والمكان من السموم السلبية، ويجعل روحنا مؤهلة لاستقبال طاقات الكون الإيجابية بكل ترحاب
