صناعة العطور والبخور
صناعة العطور والبخور باتت أحد الصناعات الأكثر رواجا وربحا حول العالم. تشهد هذه الصناعة منافسة محمومة بين الشركات لإبراز أكبر قدر من التفوق. ازدهرت صناعة العطور والبخور في مختلف الدول، وأصبح النجاح فيها ماركة مسجلة باسم دول معينة دون غيرها، على سبيل المثال اقترنت العطور المتألقة دوما بفرنسا، بينما كان ازدهار صناعة البخور من نصيب دول الخليج العربي.
كيف بدأت صناعة العطور والبخور؟
من المؤكد أن الظهور الأول للعطور بالشكل الذي نعرفه حاليا كان على أيدي الأوروبيين وتحديدا الفرنسيين، الذين أخذوا الزيوت الأساسية للزهور والورود مثل الياسمين واللافندر ومكونات طبيعية فاخرة مثل المسك، العود والعنبر من العرب وقاموا بتركيبها ومزجها مع مواد أخرى، ليغرقوا العالم بعدها بعطور هي الأكثر جمالا، تفوقا وانتشارا، وقد خصصت بعض شركات العطور الفرنسية الشهيرة مثل ديور وشانيل بساتين كاملة يزرع فيها ورود ونباتات مخصصة لتركيب هذه العطور مثل الخزامى، ورود غراس وغيرها.
على العكس من ذلك تماما، حافظ البخور على قوة ازدهاره في الدول العربية وشهد سوقه نجاحا منقطع النظير مع تنوع أنواعه ووصول بعضها إلى أسعار عالمية نظرا لفخامة مكوناته، قوة رائحتها، عمق تأثيرها وتركيزها العالي، هذه الميزات هي ما يشكل هوية الروائح العربية بشكل عام وذلك لغناها بمكونات مثل المسك، العنبر، العود، وأخشاب السنديان، والصندل وغيرها.
لاقت صناعة البخور ذروة نجاحها في البلدان العربية والخليجية تحديدا مثل الإمارات، السعودية، عمان واليمن. من هذه الدول يتم تصدير أفضل أنواع البخور إلى مختلف أنحاء العالم ولاسيما الدول العربية، وكذلك الدول الآسيوية التي تشهد إقبالا كبيرا على استيرادها مثل كوريا، الصين واليابان حيث يعتبر إشعال البخور هناك طقسا دينيا مقدسا كما يستخدم كذلك أثناء جلسات اليوغا والتأمل لأنه يزيد من الصفاء الروحي والتركيز الذهني.
اقرأ أيضاً: أكثر العطور مبيعاً
مميزات صناعة العطور والبخور
إن صناعة العطور والبخور ليست رفاهية مخملية كما يعتقد البعض وحسب، بل إنها تشكل عائدا اقتصاديا مربحا للدول والشركات المنتجة على حد سواء. تشكل هذه الصناعة مكسبا كبيرا سواء للشركات العالمية أم للأفراد. يعتبر مشروع صناعة العطور والبخور، مشروعا يدر مالا وفيرا، رغم أنه لا يحتاج سوى رأس مال بسيط، حيث يمكن للفرد أن يبدأ بمكونات بسيطة، متبعا الطريقة الصحيحة في التركيب والدمج، ليضمن بعد ذلك تحقيق أرباح مبهرة ونجاح تصاعدي. أما على صعيد الشركات فإن المكاسب الهائلة التي يحققها إنتاج العطور والبخور عربيا وعالميا تعد هي الأعلى.
لا سيما أن التكاليف تعد معقولة جدا مقارنة بغيرها من الصناعات كما أن هامش الخسارة قليل. ينطبق الأمر عينه تقريبا فيما يتعلق بالبخور، حيث يعد هذا المشروع هو الأوفر ربحا، تحديدا في الدول العربية الخليجية على وجه الخصوص، فيما لو ضمن الشخص التفوق في هذا المجال. لا يقتصر ذلك على الماركات المعروفة، بل حتى الأفراد يستطيعون النجاح في صناعة البخور، إذا ما أجادوا توفير الخامات المناسبة وإتقان عملية صنع البخور من ألفها إلى يائها.
اقرأ أيضاً: أسماء البخور عند العرب
مستلزمات النجاح في صناعة العطور والبخور
بقدر ما قد تبدو صناعة العطور والبخور، عملا غير معقد أو متعب، إلا أن النجاح فيها يتطلب جهدا خاصا استثنائيا، فالأمر ليس اعتباطيا أو عشوائيا. خير مثال على هذا تنافس الشركات العالمية الفرنسية، الإيطالية، الأميركية، البريطانية على نحو محموم، لإنجاح عطر ما، وجعله يكتسح الأسواق وينال شعبية كبرى. إذا إليكم أهم شروط النجاح في صناعة العطور والبخور:
- جودة الخامات
هذه الخطوة رئيسية وحيوية، وهي عمود النجاح في مجال صناعة العطور والبخور، حيث يعتمد الأمر على إحضار مكونات ممتازة، لضمان إنتاج رائحة فائقة الجودة والجمال. فالمكونات الجيدة تننتج بالضرورة رائحة جيدة والعكس صحيح.
- احترافية التركيب
مهما كانت المواد التي يتكون منها العطر أو البخور جيدة وممتازة، إلا أنها تحتاج خبرة كبيرة كي تمتزج مع بعضها، دون أن تؤثر أحد المكونات سلبا على البقية. يقوم الشخص الخبير بإضافة المقدار المناسب والمحدد من كل مكون على حدي. ومن الجدير بالذكر أن ترتيب المكونات في العطر مثلا، أي مادة تضاف في الافتتاحية، وأيها توضع في الخاتمة، يلعب دورا كبيرا في تحقيق امتزاج ممتاز للعطور وتجانس مكوناته بشكل مثالي، دون تضرر رائحته على الإطلاق.
- الخبرة الكافية
يحتاج النجاح في مجال صناعة العطور والبخور إلى امتلاك خبرة عالية تتراكم مع مرور الوقت وإجراء التجارب المتعددة مثل استخلاص الزيوت الطبيعية(Vegetable_oil)، معرفة كيفية دمجها بشكل صحيح، تحديد الكميات المطلوبة من كل مكون في كل عطر، دراسة متطلبات السوق دراسة وافية لمعرفة أكثر الروائح طلبا من قبل كل فئة عمرية من الرجال والنساء. تعتبر صناعة العطور والبخور مجالا محموما بالتنافس، كما يتطلب النجاح فيه بذل جهد كبير، لا سيما في البدايات حيث يحتاج الأمر تكرار العديد من التجارب للوصول إلى المعايير الممتازة لأي رائحة مع التركيز المتوازن للكحول والماء.
إن صناعة العطور والبخور، صناعة تنطوي على جانب كبير من الإبداع واللمسات الفنية. إذا ما استطاع الشخص تحقيق الشروط المطلوبة للتفوق في هذا المضمار، فإنه سيجني دخلا ممتازا في فترة قياسية.